الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 2773
شـــــارك المادة
كشف نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، أمس، عن أن هناك مؤشرات على احتمال أن تغير روسيا والصين من موقفيهما إزاء سوريا بعد أن استخدمت الدولتان حق النقض (الفيتو) ضد المبادرة العربية التي أيدها أغلب أعضاء مجلس الأمن، والتي تهدف إلى إنهاء العنف هناك عبر تنحي الرئيس السوري بشار الأسد وتسليم صلاحياته لنائبه وإجراء انتخابات حرة وديمقراطية.
في غضون ذلك، استمر الأسد على نهجه في اتهام جهات خارجية بدعم وتمويل الجماعات «الإرهابية» في بلاده.
وقال العربي، في مؤتمر صحافي في القاهرة: «هناك مؤشرات تأتي بالذات من الصين، وإلى حد ما من روسيا، بأنه قد يكون هناك تغيير في الموقف»، وأضاف: «هناك اجتماع في الـ24 من هذا الشهر في تونس سوف يكون فيه عدد كبير من الدول، والهدف من هذا الاجتماع هو وضع المزيد من الضغوط على سوريا».
في غضون ذلك، قال الأسد: إن «المجموعات الإرهابية المسلحة» تتلقى الدعم «بالمال والسلاح» من جهات خارجية «بهدف زعزعة استقرار سوريا»، حسبما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). ونقلت الوكالة عن الأسد، خلال استقباله رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس «الدوما» الروسي، ألكسي بوشكوف، تقديره «لمواقف روسيا قيادة وشعبا»، لحرصها على الاطلاع «بشكل مباشر على حقيقة ما يجري من استهداف للدولة السورية والمجتمع السوري على أيدي مجموعات إرهابية مسلحة تتلقى الدعم بالمال والسلاح من جهات خارجية». وأضاف الرئيس السوري أن ما يجري يأتي «بهدف زعزعة استقرار سوريا وإفشال أي جهد للحل، خصوصا بعد الإصلاحات التي أُنجزت».
كان الرئيس السوري قد أصدر، الأربعاء، مرسوما يقضي بإجراء استفتاء على مشروع دستور جديد في سوريا ينهي الدور القيادي لحزب البعث ويحدد الولاية الرئاسية بـ7 سنوات تجدَّد لمرة واحدة.
واتخذت الحكومة السورية، في أبريل (نيسان) 2011، قرارا بإلغاء حالة الطوارئ، وتبنت، في يوليو (تموز) الماضي، قانونا يسمح بالتعددية في إطار الإصلاحات السياسية التي أُعلنت لتهدئة الاحتجاجات غير المسبوقة في البلاد منذ منتصف مارس (آذار)، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 6 آلاف شخص، وفق منظمات حقوقية. وترفض المعارضة السورية هذه الخطوات، متمسكة بالمطالبة بإسقاط النظام.
وجدد بوشكوف، من جهته «دعم روسيا للإصلاحات الجارية في سوريا وضرورة متابعة العمل للتوصل إلى حل سياسي للأزمة يقوم على الحوار بين جميع الأطراف المعنية ودون تدخل خارجي»، كما شدد على «أهمية الأمن والاستقرار في سوريا كجزء أساسي من استقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم». وأضاف أن موقف بلاده «ينطلق من حرصها على التمسك بمبادئ القانون الدولي وتحقيق مصالح الشعب السوري»، مؤكدا ضرورة ألا يكون «مجلس الأمن منحازا إلى أي طرف في الموضوع السوري».
وقال بوشكوف، في تصريح للصحافيين عقب لقائه رئيس مجلس الشعب، محمود الأبرش: «إن بعض الدول الكبيرة ذات النفوذ تحاول التدخل الخارجي على مبدأ التدخل الإنساني، الذي يتحول في النهاية إلى تدخل غير إنساني».
وأشار إلى أن «مجلس (الدوما) يرفض مثل هذه التدخلات العسكرية»، ويدعو إلى «الحد من استخدام المنظمات الدولية لتحقيق مصالح الدول الكبرى ذات النفوذ عن طريق التدخل في شؤون الدول الأخرى ذات السيادة».
ونشرت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» (الصحيفة الروسية) الرسمية، أمس، مقالا تحت عنوان «الحرب الدبلوماسية بين روسيا والغرب»، قالت فيه إن الغرب أصيب بحالة وصفتها بـ«الهستيرية»، وصلت إلى حد التهديد بشطب روسيا من مجموعة «أصدقاء سوريا».
وقالت الصحيفة إن موسكو تحاول الحصول على إجابات حول مدى سريان طلب وقف العنف والكف عن إطلاق النار على القوات الحكومية فقط أو انسحابه أيضا على المعارضة المسلحة. وأضافت تساؤلها الذي طرحته على النحو التالي: «لنفترض جدلا أن الأسد أعلن عن استعداده التخلي عن منصبه، فما المستقبل الذي ينتظر سوريا بعد الأسد؟»، وهو ما يعني ضمنا أن قضية تنحي الأسد ورحيله باتت ضمن دائرة الرؤية، الأمر الذي يقول كذلك إنها كانت مدرجة ضمن مواضيع الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الروسية لدمشق، مصحوبا بمدير المخابرات الخارجية الروسية، ميخائيل فرادكوف، بتكليف من الرئيس، ديمتري ميدفيديف.
وأضافت الصحيفة الروسية أن الفرنسيين «يفترضون، بسذاجة، أن الأوضاع في سوريا ستعود إلى طبيعتها بشكل تلقائي، بعد تنحي الأسد. ومن غير الممكن الوثوق في ما يقوله الغرب؛ ففي الوقت الذي يؤكد فيه الأميركيون أنهم لا ينوون مهاجمة سوريا، تتوارد معلومات تقول بتحليق طائرات استطلاع أميركية من دون طيار فوق الأجواء السورية، في حين أعادت إلى الأذهان أن الحرب التي شنها حلف شمال الأطلسي (الناتو) على ليبيا بدأت بطلعات استطلاعية قامت بها طائرات من دون طيار، وهو ما يؤكد أن الوعود الغربية تفقد مصداقيتها».
وقالت الصحيفة إن حل الأزمة السورية يمكن أن يتحقق بطرق دبلوماسية من خلال تعاون الغرب مع روسيا والصين في مجلس الأمن، وليس باللجوء إلى الجمعية العمومية لتسويق قرار وصفته بـ«الهزيل»، أو من خلال نبرة التهديد في الحديث مع موسكو وبكين، على حد قولها. وأضافت أنه يبدو أن الاستقرار في سوريا لم يعد يحوز اهتمام الغرب، بقدر اهتمامه بمعاقبة روسيا والصين لموقفهما «المتعنت»، كما يرى الغرب، واستخدامهما حق «الفيتو» في مجلس الأمن.
وأعربت الصحيفة عن أمل موسكو في أن يسفر المؤتمر، الذي تنوي عقده مجموعة دول «أصدقاء سوريا» في 24 فبراير (شباط) الحالي، عن تهدئة «الهستيريا الغربية». وقالت إنه إذا استمر الغرب في سعيه إلى توسيع الأزمة فإن ذلك يعني أنه لم يعد بحاجة إلى «أصدقاء سوريا»؛ لأن المجموعة تشكلت لوقف نزيف الدم السوري.
أسرة التحرير
الجزيرة نت
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة