الهيئة السورية للإعلام
تصدير المادة
المشاهدات : 6891
شـــــارك المادة
مع قيام الثورة السورية باشرت إيران الدعم المادي والعسكري والاقتصادي السخي لنظام بشار الأسد، لكن هذا الدعم كان كبيرا جدا مقابل بقاء شخص واحد في الحكم، ليتبين لاحقا أنه أن نظام الحكم الذي كان المعبر الوحيد لها إلى المنطقة انما تعدى ليشمل سوريا والحكم ذاته، عمل الإيرانيون على تقديم الدعم وراء الدعم إلى أن أمسى نظام الحكم في سوريا ومع ازدياد قوة فصائل المعارضة غير قادر على المتابعة دون هذا الدعم وهنا كانت اللحظة الفاصلة لدى النظام الإيراني.
سبل السيطرة: ويفيد مصدر ديبلوماسي بأن نظام الأسد كلّف المسؤول الاقتصادي السابق في حكومته والحالي في منظمة "الإسكوا" عبدالله الدردري أن يسعى في طهران قبل عدة أشهر للحصول على مبلغ 6 مليارات دولار، فكان جواب طهران أن إيران قدّمت حتى الآن للنظام في دمشق نحو 20 مليار دولار ومن الآن فصاعداً لن تقدّم أموالاً من دون مقابل وهذا ما سربه دبلوماسي لدى نظام الأسد. وأضاف الديبلوماسي أن المقابل التي تطلبه إيران هو التملّك في سوريا، فهي الآن وبعد التسهيلات التي قدمها لهم مسؤولي بشار الأسد تملك بموجب سندات، فنادق في العاصمة السورية كما تملك مقام السيدة زينب وآلاف الهكتارات من الأراضي المحيطة بالمقام، وعلى رغم هذه التنازلات لم يعد الدردري من زيارته إلى طهران إلا بمليار دولار من أصل الـ6 مليارات التي طلبتها دمشق. حواجز إيرانية داخل دمشق: مع سيطرة النظام الإيراني على الحكم في سوريا واستملاكه للمواقع الهامة داخل العاصمة دمشق وفي خطوة فعلية جديدة لتثبيت وجودها العلني، عملت مليشيا "الحرس الثوري" الإيراني على اقامة الحواجز داخل العاصمة دون أي وجود لقوات الأسد عليها، ولم يكن عمل هذه الحواجز لأجل تفتيش المدنين وإذلالهم فقط، بل تعداه إلى اعتقال العديد من الضباط العسكريين لدى النظام ومن ثم قتلهم والالقاء بجثثهم أي أقرب نقطة تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة . ويقول أحد ضباط النظام الملازم أول علي .س: "على الرغم من انني ضابط لدى الجيش إلا أني أخاف لحظة المرور عند حواجز الشام الداخلية والتي يديرها عناصر من إيران بالاشتراك مع عناصر من حزب الله، أخاف أن يكون اسمي موجوداً لديهم بتهمة التعاون مع الجيش الحر"، ويضيف: "في بداية الأحداث كنا نعتقد أن إيران تساعدنا لأننا ندعم المقاومة ونقف ضد إسرائيل لكن الآن وبعد تحكم الإيرانيين بالبلاد لا أعتقد أنهم هنا لمساعدتنا فالعديد من زملائي تمت تصفيتهم لاعتراضهم على خطط وضعها ضباط الحرس الثوري الإيراني والتي هدفها إبادة أكبر كم من السوريين". وأوضح الضابط العسكري بأنهم يخشون الحديث فيما بينهم كضباط سوريين عن وجود العناصر الإيرانية، وعن إدارتهم للقطع العسكرية والحواجز لأن ذلك قد يجعل منهم معتقلين بالأيام القادمة، مشيرا إلى وجود جواسيس يعملون لمصلحة "الحرس الثوري". تغيير التركيبة الديموغرافية: يتحدث المواطن السوري عصام خ. والمقيم في وسط العاصمة دمشق مستهزئاً بالحواجز التي تقيمها المليشيا الإيرانية ليقول بلهجته العامية "صار لزاما نتعلم إيراني مشان نعرف نتفاهم مع الضابط الكبير تبعهم على الحاجز، وإلا رح نقعد أكتر من ساعة نشرحلو انو نحنا مادخلنا بالحرب"، ويسترجع عصام ذكرياته ليقول "كان الإيرانيون وحزب الله يعملو لخدمتنا في ما مضى الآن نحن السوريين نعمل في خدمتهم وباتوا هم الرؤساء". ويبدو أن الحرب، على الأقل في بعض المناطق في دمشق، تُستخدم كذريعة أو كغطاء لتنفيذ خطط مسبقة وقديمة للتطهير الطائفي وتغيير التركيبة الديموغرافية لهذه المناطق يقول شيار يوسف الاستشاري والباحث السوري، ويضيف يوسف أن العديد من تجّار الحرب من الحلقة الضيقة والمقربة لنظام الأسد ومسؤولين وقادة عسكريين ورجال أعمال إيرانيين يلعبون دوراً محورياً في سياسة التطهير الطائفي والتهجير المتعمد في سوريا. وتقوم إيران بإفراغ 700 ألف ليتر من الوقود في ميناء طرطوس كل 15 يوماً، وبموازاة الوقود، توفّر اعتماداً بقيمة مليار دولار لخزينة نظام الأسد لكن مازال هدف إيران المباشر ليس الابقاء على بشار وإنما السيطرة على العاصمة الأموية دمشق.
عمر يوسف
عدنان علي
اتحاد تنسيقيات الثورة السورية
أحمد حمزة
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة